العنف القائم على النوع الاجتماعي هو أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان شيوعًا على مستوى العالم. في العراق، هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به لمعالجة المشكلة وزيادة الوعي حول ماهو العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتأثيراته على الأفراد والمجتمعات، وكيف يمكن منعه لتوفير بيئة آمنة للنساء والفتيات، حيث تُحترم حقوقهم الإنسانية وكرامتهم. معدل العنف القائم على النوع الاجتماعي في جميع أنحاء العالم بتصاعد، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن العنف القائم على النوع الاجتماعي يؤثر على واحدة من كل ثلاث نساء في حياتهن. في جميع أنحاء العالم، تعرضت 35٪ من النساء للعنف الجسدي أو الجنسي من الشريك الحميم أو الأقارب، و 7٪ من النساء تعرضن للاعتداء الجنسي من قبل شخص آخر غير الشريك أو القريب، حيث ارتكب الشريك ما يصل إلى 38٪ من عمليات قتل النساء والفتيات). على الرغم من أن النساء والفتيات هن الناجين الأساسيين من العنف القائم على النوع الاجتماعي، إلا أنه يضر أيضًا بالعائلات والمجتمعات والمجتمع ككل. في هذه المقالة، سوف نقدم بعض التوضيحات حول معنى العنف القائم على النوع الاجتماعي، وأنواع العنف الذي يشير إليه، وكيفية المساعدة إذا تعرضتم أنتم أو أي شخص تعرفونه لشكل من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي.
ما هو العنف القائم على النوع الاجتماعي؟
يشير العنف القائم على النوع الاجتماعي إلى جميع أشكال العنف أو الأذى الموجه إلى شخص على أساس جنسه. هذا بمعنى أنه إذا لم يكن الذين عانوا من العنف ينتمون لنوع إجتماعي معين، ما كانوا تعرضوا لهذا العنف، مثل الاغتصاب أو التجارة بالجنس. العنف القائم على النوع الاجتماعي، المعروف أيضًا باسم العنف الجندري، متجذر بعمق في عدم المساواة بين الجنسين وإساءة استخدام السلطة. إنه شكل من أشكال التمييز ضد المرأة وهو من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا في العالم. يؤثر العنف القائم على النوع الاجتماعي بشكل غير متناسب على الإناث مقارنة بالذكور، ولكن يمكن أن يتعرض الرجال والفتيان أيضًا للعنف القائم على النوع الاجتماعي، وخاصة العنف الجنسي. من المهم أن نفهم كيف يؤثر الجنس على الأضرار التي تتعرض لها المجموعات المختلفة والعمل من أجل تعزيز بيئة يتم فيها احترام جميع الحقوق دون تمييز.
ما هي أنواع العنف؟
غالبًا ما يستخدم العنف لوصف الأذى الجسدي الفعلي. لكن التعريف أوسع بكثير من ذلك ويمكن أن يشمل:
- البدني (مثل الاعتداء (الخطير أو البسيط) ، والحرمان من الحرية ، والقتل)
- الجنسي (مثل الاعتداء الجنسي والتحرش الجنسي والاغتصاب والاتجار بالجنس)
- النفسي أو العاطفي (مثل الإكراه والترهيب والإهانات اللفظية والتحرش)
- الاستغلال الاقتصادي (مثل التحكم في الوصول إلى الموارد المالية، وتلف الممتلكات، ورفض دفع النفقة)
يشكل العنف القائم على النوع الاجتماعي انتهاكًا لحقوق الإنسان الأساسية والعالمية، على سبيل المثال:
- الحق في الحياة
- الحق في الأمن الشخصي
- الحق في الحماية المتساوية أمام القانون
- الحق في عدم التعرض للتعذيب وغيره من أشكال المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة
هناك الكثير من الحقوق التي تحمي المرأة، ويجب أن نتذكر أن حقوق المرأة هي حقوق الإنسان. حقوق الإنسان محمية بموجب القانون الدولي، وينبغي أيضًا حمايتها بموجب قوانين كل دولة. يحمي القانون الدولي المذكور حقوق المرأة باتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ويمكن العثور على مزيد من المعلومات هنا
عوامل خطر الإصابة بالعنف المبني على النوع الاجتماعي:
يحدث العنف القائم على النوع الاجتماعي في كل دولة ويمكن أن يؤثر على الناس بغض النظر عن العمر والعرق والخلفية الدينية والوضع الاقتصادي والتعليم.
ومع ذلك، يمكن أن تساهم العديد من عوامل الخطر في زيادة انتشار العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك:
1- عدم تكافؤ الأدوار الاجتماعية: عدم المساواة بين الرجل والمرأة التي تؤثر على المسؤوليات والتوقعات والامتيازات والفرص والحقوق والتمييز على أساس الجنس.
2- الضعف: عدم التمكين، عدم وجود حماية قانونية أو شبكة دعم، قلة المعرفة بالحقوق القانونية، عمر الشخص.
3- الصراع والنزوح: زيادة نقاط الضعف وديناميكيات القوة ووجود الجماعات المسلحة.
4- الفقر: على الرغم من أن الفقر ليس عاملاً محددًا، إلا أنه يمكن أن يكون عامل خطر ويساهم في انتشاره بسبب قلة الوصول إلى خدمات الدعم والتعليم والفرص
5- ضعف نظام العدالة: غياب المساءلة والشفافية وسيادة القانون وسبل الإنصاف
6- الممارسات التقليدية الضارة: مثل الزواج المبكر أو بالإكراه.
7- المخدرات أو الكحول: على الرغم من أنه ليس سببًا للعنف المبني على النوع الاجتماعي الا انه يساهم في انتشاره بشكل واسع.
ما هي عواقب العنف؟
يؤذي العنف القائم على النوع الاجتماعي الجميع، ويمكن أن يؤثر على الناجين، والأسر، والجاني، والأطفال، والمجتمع، بطرق مختلفة
قد يعاني الناجون من الأضرار التالية:
1. جسدياً - الإصابة والأمراض المنقولة جنسياً والموت والحمل
2. نفسياً - القلق، التوتر، الاضطراب ما بعد الصدمة، الاكتئاب، الصدمة، مشاعر الخزي، الخوف، عدم الثقة
3. مادياً - فقدان الوظيفة بسبب الاضطرار الناتجة من أخذ إجازة مرضية، أو عدم السماح بالعمل ، والتكاليف الطبية
4. من الناحية التعليمية - ضعف الأداء في المدرسة أو الجامعة أو الانقطاع عن الدراسة
5. إجتماعياً - فقدان الشبكة الاجتماعية أو العائلية، وفقدان الأطفال/الحضانة، وفقدان الزواج
كما أنه يؤثر على المجتمع بشكل عام حيث ينتج عنه الأضرار التالية:
- مشاركة أقل للمرأة في المجال العام بما في ذلك في السياسة والاقتصاد والعمل بأجر
- التكلفة الاقتصادية الباهظة بسبب الرسوم الطبية لدعم تعافي الضحية والرسوم القانونية المرتبطة بملاحقة مرتكبي العنف أو الطلاق
- زيادة انعدام الأمن في الأحياء وزيادة الضغط على الشرطة.
ما هي الصلة بين الموافقة والعنف القائم على النوع الاجتماعي؟
الموافقة: تشير إلى شخص يعطي الإذن أو يوافق على حدوث شيء ما.
الموافقة المستنيرة: تشير إلى الشخص الذي يسمح بحدوث شيء ما بمعرفة وفهم كامل للعواقب ويقبله بإرادته الحرة ودون استخدام أي قوة ضده، فوق سن الـ(18)، ومستقرًا عقليًا (سليم عقلياً، بمعنى بصحة عقلية جيدة، بدون تخدير، وبدون صعوبات في التعلم).
يعد غياب الموافقة المستنيرة عنصرًا مهماً في تعريف العنف القائم على النوع الاجتماعي، لذلك لا يمكن الحصول على موافقة في الحالات التي يتم فيها استخدام أي نوع من القوة (العنف الجسدي، والإكراه، وما إلى ذلك). غالبًا ما تتكرر عبارة "لم تقل لا" كدفاع مشترك عن أنواع العنف القائم على النوع الاجتماعي، ولكن قد تلجأ الناجية في كثير من الحالات إلى قول "نعم" أو قول "لا" لأنها تشعر بالتهديد والمخاوف على سلامتها الاجتماعية أو المكانة أو الأسرة أو حياتها. هذا لا يعني الموافقة، لأن الإكراه أو التهديد يعني إجبارها على شيء ضد إرادتها وتمنع من عدم القدرة على اتخاذ القرار بحرية. يمكن أن تكون التهديدات أو الإكراه صريحة أو ضمنية. ومن المفترض أيضًا أن الأطفال (الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا) لا يمكنهم تقديم الموافقة الحرة والمستنيرة، لذا فإن أي شيء يتم القيام به ضدهم مثل الزواج القسري يُفترض أنه ضد إرادتهم.
العنف القائم على النوع الاجتماعي في العراق خلال كوفيد-19:
أجبر تفشي جائحة كوفيد-19 الحكومات على اتخاذ تدابير صحية عامة لاحتواء انتشار الفيروس، بما في ذلك فرض حظر تجول وقيود على الحركة وإغلاق الخدمات. بالنسبة للنساء والفتيات، ربما أدت هذه الإجراءات إلى زيادة خطر التعرض للعنف وحتى الموت. أظهرت التقارير العالمية والإقليمية الأخيرة زيادة مقلقة في حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي أثناء تفشي الوباء، وخاصة العنف المنزلي. ساهمت العديد من الإجراءات الضرورية للسيطرة على تفشي الفيروس بشكل كبير في الحد من قدرة الناجين على حماية أنفسهم من الجناة أو الوصول إلى خدمات الدعم والموارد. كما ذكرت الأمم المتحدة في العراق أن العراق لم يكن استثناءً لأن نظام إدارة معلومات العنف القائم على النوع الاجتماعي قد سجل زيادة كبيرة في عدد حوادث العنف المبلغ عنها في عام 2020. وهذا أمر مقلق بالنظر إلى أن النساء والأطفال العراقيين - خاصةً ذوي الاحتياجات الخاصة - تعرضوا بالفعل لمستويات عالية من مخاطر العنف الأسري قبل تفشي المرض، حيث يمثل العنف المنزلي أكثر من ثلاثة أرباع جميع حوادث العنف القائم على النوع الاجتماعي المبلغ عنها في العراق. مع الأخذ في الاعتبار أن عددًا كبيرًا من الحالات لا يتم الإبلاغ عنها، يجب إعطاء أولوية رئيسية وعاجلة للحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي، والاستجابة له بشكل فعال، وتخفيف مخاطره. لا تزال العديد من النساء والفتيات هدفاً للعنف وسوء المعاملة بسبب عدم وجود قوانين يمكن أن تحميهن وتحاسب الجناة. يجب أن تظل خدمات الدعم متاحة ومتاحة للنساء، من خلال تدابير احتواء كوفيد-19 اللازمة.
ما الذي يمكنني فعله لمساعدة شخص أعرفه (صديقة أو جارة أو أحد أفراد العائلة) يتعرض للأذى؟
إذا كنتم قلقين بشأن أحد معارفكم بإحتمالية تعرضهم للعنف المنزلي أو الإساءة أو التهديد من قبل شخص ما، فيرجى مراجعة هذه النصائح حول كيفية مساعدتهم في العثور على الأمان والدعم.
1- حاولوا البقاء على اتصال وتجنب إثارة الشكوك حول الشخص المسيء للحفاظ على التواصل بينكم. على سبيل المثال ، إذا كان لديكما أطفال، فاقترح مواعيد اللعب أو أنشئ اتصالاً بينكما وبين الأطفال. يُعد إنشاء كلمات مشفرة سرية فكرة جيدة لإجراء محادثات آمنة.
2- تأكد من أن الاتصال يتم وفقًا لما تفضله صديقتكم، لإنشاء قناة اتصال آمنة لإنها في كثير من الأحيان، يمكن أن تكون قريبة جداً (أو حتى في نفس الغرفة) من المعتدي وقد يسمع محادثتكم. اسأليها عما إذا كانت تفضل رسالة نصية أو تطبيق ومنصة أخرى تشعر بالأمان في استخدامها.
3- يعتبر تصديقكم للصديقة الضحية ودعمها جزءًا مهمًا جدًا من التواصل، وذلك من خلال طمأنتها بأنها ليس بمفرها وأنكم جاهزين للمساعدة. قد يكون من الصعب عليهم التحدث عن الإساءة، إذا كانوا يريدون التحدث، فاستمعوا بعناية وكونوا متعاطفين.
4- فكروا مع الضحية في كيفية الحفاظ على سلامتها أثناء كوفيد-19، من خلال مساعدتها على وضع خطة لمواقف حضر التجوال، من خلال البحث عن أصدقاء آخرين أو عائلة يمكنهم البقاء معهم خلال هذا الوقت.
5- ما لم تكونوا تعتقدوا بشدة أن حياتهم في خطر، تجنبوا اتخاذ إجراءات دون موافقتهم.
6- بسبب قضايا السلامة والوصمة ومشاعر الخجل وإلقاء اللوم على الضحية التي غالباً ما يواجهها الناجون، من المهم أن تظل هويتهم ومشكلتهم سرية، إلا إذا أعطوا موافقة محددة للكشف عنها.
7- إذا كنتم قادرين، فقدموا لهم مكانًا آمنًا للإقامة أو النقل أو أي شكل آخر من أشكال الدعم التي قد تزيد من سلامتهم.
8- دعوا الضحية تعرف أنه يمكنها التحدث مع شخص تم تدريبه للمساعدة، وتزويدهم بالمعلومات حول الخدمات المحلية وخطوط المساعدة.
فيما يلي أرقام حماية وتمكين المرأة - لجنة الإنقاذ الدولية:
الانبار:
- الرمادي: 07818387022
- عــنة: 07802843836
كركوك:
- داقوق: 07730566099
- مخيم بانجا علي 1: 07730159661
- مخيم بانجا علي 2: 07701352161
الموصل:
- حي الكرامة: 07730714050
- حي الميثاق: 07700859930
- حي الانتصار: 07723618121
المزيد من مصادر المعلومات حول العنف القائم على النوع الاجتماعي:
اذا كانت لديكم المزيد من الاسئلة او الاستفسار عن معلومات لم يتم ذكرها في المقالة، يمكنكم التواصل مع فريق سمعت بهذا مباشرة في ايام الاحد الى الخميس من الساعة 9 صباحاً حتى ال4 عصراً، من خلال المنصات التالية:
كما يمكتكم البحث عن الخدمات الانسانية في محافظتكم من خلال خارطة الخدمات الانسانية، ويمكنكم النظر في الاسئلة الأكثر شيوعاً من خلال الرابط هنا
نود ان نعرف آرائكم في المعلومات التي نقدمها، يمكنكم الاجابة على الاسئلة بالضغط هنا، يستغرق الاستبيان 5-10 دقائق